امهات غريبة

موضوع: امهات غريبة 2008-06-14, 1:47 pm

امهات يتصرفن وكأنهن صديقات لاولادهن لا كمربيات، وشعارهن «انا أولا».
هذه الظاهرة بدأت تنتشر في المجتمعات الغربية، كما في الشرقية، خصوصا في اوساط الفنانين والمشاهير. لكن المتخصصين في شؤون العائلة والتربية يرون انه ليس مطلوبا ابدا ان تكون الام افضل صديق بقدر ما هو مطلوب ان تكون مربية وراعية، وظاهرة «الام الصديقة» نتائجها سيئة على صحة الطفل النفسية والمعنوية، والاهم من ذلك كله على مستقبله عندما يصبح أبا أو أماً.
عالم النفس ستيفن بولتر، الذي يعمل مع العلاقات العائلية ويقسم الامهات الى مجموعات خمس، استنتج ان فئة الامهات اللواتي يرغبن في ان يكن «الصديقات الفضليات لاطفالهن» هن الفئة الكبرى.
يقول بولتر: «ان محاولة الام ان تعيش في عمر طفلتها، مثل ان ترتدي الثياب نفسه، او ان تجري عملية لتكبير الصدر، وغيرها من عمليات التجميل، بالتأكيد تجعلها تستمتع بوقتها، لكن في الوقت نفسه، فان هذه الممارسات تزيل كل الروابط الضرورية بين الطفل وامه، وتترك الطفل يعيش علاقة صداقة مع من يفترض ان تكون قائدة له».
ويشير بولتر الى ان «هذه الظواهر يمكن ملاحظتها في مجتمعات مختلفة خصوصا بين المشاهير والممثلات اللواتي لا يبرحن يرددن ان امهاتهن هن افضل صديقاتهن».
المثال الاكثر تراجيدية قصة عارضة الازياء ليندسي لوهان. امها دينا ترافقها الى كل مكان حتي المطاعم والحفلات، ومع ذلك فقد تعرضت ليندسي وخلال فترة قصيرة جدا للاعتقال مرتين وبتهمتين مختلفتين، فأي نوع من الحياة تعيشه ليندسي؟
ولباريس هيلتون قصة مشابهة، كذلك آنا نيكول سميث، بطلة الافلام الخلاعية الراحلة، سميث ماتت بسبب جرعة زائدة من المخدرات في فلوريدا في فبراير 2007 بعد خمسة اشهر فقط من وفاة ابنها (20 عاما) بالطريقة نفسها.
بولتر، الذي وضع أخيرا كتاباً بعنوان «دور الأم» يقول ان ظاهرة الامهات اللواتي يرغبن في ان يلعبن دور الصديق المقرب لاطفالهن بدأت تنتشر في المجتمعات منذ 15 سنة، ولكنها اليوم تتناقص بنسبة 30 إلى 40%.
واضاف: «تلك الظاهرة جاءت كردة فعل على نوع التربية التي كانت سائدة في الماضي، والتي كانت تتميز بالقسوة والجدية، كان الابوان يصران على تعليم ابنائهما تحمل المسؤولية من الصغر، في المصروف والاعمال المنزلية والنزهات وما الى ذلك، فكان الابناء من جهتهم يرون في تلك المعاملة قسوة وشيئا من الظلم، لانهم يريدون كل شيء بسهولة».
«اليوم، هؤلاء الابناء هم اما آباء او امهات، واكثر ما يريدونه هم ان يحبهم ابنائهم حتى لا يعيشوا المشاعر التي مروا بها خصوصا الامهات. بالاضافة الى ان نسبة كبيرة من النساء، بمن فيهن الامهات، هن من العاملات، وبالتالي هن لايرغبن في ان ينتهي يوم عمل شاق بمشاحنة من هنا او شجار من هناك او تذمر من قبل ابنائهن، فيلجأن الى دور الصديق المقرب الذي يتصرف بما يؤنس الطرف الآخر ويساعده ويلقى رضاه».
لكن الابناء يحتاجون الى اهل في الدرجة الاولى، ولعب الام دور الصديقة يتركهم من دون ام، وهذا من شأنه ان يولد حالة من الغضب عند الاولاد، كما ان الفتيات يقعن فريسة موجة الادمان على المخدرات، ويصبحن خارج اطار السيطرة، وبالتالي يتحولن في المستقبل الى امهات سيئات.
روز روك، والدة الكوميدي الاميركي كريس روك، التي انجبت وربت عشرة اطفال، حذرت من «نظام الأهل بالمناوبة».
روز وضعت عشر توصيات للاهل في كتابها «قوانين ماما روك» وعشرة دروس في تربية اطفال ناجحين، اما الدرس الاول والاهم، الذي تعطيه روز للام فهو ان تكون اما لطفلها وليست صديقة، وان تضع قواعد لمنزلها.
وتوجه ورز نصيحة لكل ام واب في العالم، وهي: «ألا تترك اي مجال لطفلك ليقلل احترامه لك او ان يعاملك وكأنك صاحبه».

» مش غريبة عليكم يا مجرمين
» صور طبيعية جميلة و غريبة